علاج التهاب الغضروف في الركبة وتشخصيه وأسباب الإصابة به
علاج التهاب الغضروف في الركبة من أهم الموضوعات التي يسعى لها المريض أملًا في التخفيف من وطأة الألم.. ومحاولة منع تفاقم المرض، وأيضًا سعيًا لإعادة الركبة إلى حالتها الطبيعية.
اقرأ أيضًا: علاج قطع الرباط الصليبي الأمامي دون جراحة
علاج التهاب الغضروف في الركبة
يعد غضروف الركبة بمثابة نسيج يمتاز بالمرونة، وهو يغلف أطراف العظام.. وله جزأين أحدهما أمامي والآخر خلفي، ومن مهامه إتاحة الحركة بحرية تامة، ودون أن تسبب أي ألم، وكذلك تثبيت المفصل.
لكننا في هذه المنطقة نواجه التهاب يعرف بـ “الفصال العظمي”.. والذي يُحدث تآكل في غلاف الغضروف الذي يحيط بالعظام؛ فيصير هذا التآكل شديد الخشونة، ويحدث احتكاك بين العظام.. التي تآكل ما يغطيها من غلاف غضروفي، حينها يشعر الإنسان بألم شديد عند تحريك المفصل.
لعل هذا الالتهاب بمثابة رد فعل من الجسم نتيجة تعرض لضرر في المفصل المصاب.. وقد لا يحدث التهاب الغضروف بشكل دائم فربما يحدث لفترة مؤقتة لكن قد ينتج عنه أضرارًا كثيرة، ربما تصل إلى العجز لفترات طويلة.. ويرتبط هذا المرض بشكل كبير بالبالغين، لكن هذا لا ينفي احتمالية إصابة الأطفال به.
إن علاج التهاب الغضروف في الركبة يتنوع ما بين علاج داعم وعلاج بالأدوية وكذلك المعالجة الفيزيائية.. ثم العلاج بالجراحة، وسوف نتناول بالتفاصيل كل تلك الطرق المستخدمة في علاج التهاب الغضروف في الركبة:
1. العلاج الداعم
ربما تساعد بعض طرق العلاج غير الدوائي على علاج التهاب الغضروف الطفيف في الركبة.. دون التطرق إلى الأدوية والجراحات، حيث يتركز العلاج الداعم على سعي المريض لأحداث تغيير في أسلوب حياته.. وذلك من خلال ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي والسباحة وركوب الدراجات.. وكذلك ممارسة اليوجا؛ مما يساعد على تخفيف الضغط على المفاصل، وبالتالي تخفيف شدة الألم.
كما أن محاولة إنقاص الوزن الزائد، والسعي نحو وزن صحي من شأنه أن يخفف من الضغط على مفصل الركبة.. حيث إن معالجة السبب ستؤدي بالضرورة لتجنب النتيجة، ويمكن الحصول على وزن مناسب من خلال اتباع المريض لنظام غذائي صحي يتمثل في الابتعاد عن تناول الأطعمة المقلية.
إن حرص المريض على تناول القدر الكافي من الخضروات، والفواكه، والبروتينات، والدهون الصحية.. وكذلك الكربوهيدرات، و محاولة الحد من تناول السكريات، والأملاح، والدهون المشبعة.
إلى جانب ذلك فإن التقليل من تناول اللحوم الحمراء، فلا يتم تناولها أكثر من مرة في الأسبوع.. بينما يتم تناول السمك حوالي مرتين في الأسبوع.
اقرأ أيضًا: أسرع طريقة لعلاج الشد العضلي
2. العلاج الطبيعي
يمكن الاعتماد على العلاج الطبيعي في محاولة تقوية عضلات الركبة، والأرداف.. بالإضافة إلى شد العضلات غير المرنة كأوتار الركبة؛ فكلما زادت قوة ومرونة العضلات قل الضغط على الغضروف.
3. العلاج بالأدوية
يعتمد علاج التهاب الغضروف في الركبة على عدد من الأدوية ومنها.. بعض مسكنات الألم مثل الأدوية مضادة للالتهابات اللاستيرويدية كالأسبرين على سبيل المثال، والأسيتامينوفين Acetaminophen.
الجدير بالذكر أن كلاهما يُصرف دون روشتة طبية، بينما توجد مسكنات لا تُصرف سوى بروشتة طبية.. حينما يبلغ الألم درجة لا تُحتمل، ومنها دواء النابروكسين “Naproxen”، علاج الأيبوبروفين “Ibuprofen”.
بالإضافة إلى مثبطات كوكس -٢، كما أن هنالك أنواع من الكريمات الموضعية، التي توضع على الجلد مباشرةً.. والمضافات الغذائية تساعد على علاج الالتهاب ومنها: غلوكوزامين وسلفات الكوندروتين.
4. حقن مفصل الركبة
يمكن علاج التهاب الغضروف في الركبة باستخدام عدة أنواع من الحقن.. سعيًا لتقليل الالتهاب والألم المصاحب له وتتضمن حقن الستيرويد أو ما تُعرف بـ ” الكورتيزون”.
حيث تعمل تلك الحقن على تخفيف الالتهاب.. وكل ما يصاحبه من تورم وألم، والجدير بالذكر أن ذلك النوع من الحقن هو الأكثر شهرة واستخدامًا بين الناس في علاج التهاب المفاصل.
إن حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): هي بمثابة عناصر مستخرجة من دم المريض.. تعمل على إصلاح الأنسجة التالفة والمتآكلة، وحقن الخلايا الجذعية: من الأساليب التي يمكن استخدامها في علاج التهاب الغضروف في الركبة.. حيث تحفز نمو أنسجة جديدة.
إلى جانب ذلك فإن العلاج بالحقن التجديدي: يساعد هذا النوع من الحقن على التقليل من حدة الالتهاب.
اقرأ أيضًا: علاج قطع الغضروف الهلالي دون جراحة
5. العلاج الفيزيائي
ذلك من خلال الاعتماد على مجال الحركة وقوة العضلات سعيًا لتقليل شدة الألم وزيادة مرونة المفصل.. وربما يتم الاعتماد على الضمادات والجبائر وعصا المشي كأدوات دائمة، كما تظهر الحاجة أيضًا لاتباع طرق التبريد أو التدفئة.. في محاولة للتخفيف من الالتهاب والألم المصاحب له.
6. العلاج الجراحي
يتم اتباع الجراحة في علاج التهاب الغضروف في الركبة، حين تبوء كل الطرق السابقة بالفشل في معالجة الالتهاب.. ويتوقف التدخل الجراحي لعلاج الالتهاب على عدة عوامل تتراوح ما بين سن المريض، ومدى نشاطه.
كذلك إلى أي مستوى تقدم المرض، ويتمثل التدخل الجراحي في عدة أنواع منها.. تنظير المفصل: حيث يتم التدخل لإصلاح المفصل المصاب، أو محاولة تنظيف بقايا المفصل لمن يقل سنهم عن أربعين عامًا.
كما أن قطع العظام هو أحد طرق العلاج.. حيث يلجأ الطبيب إلى تخفيف الضغط على المفصل المصاب من خلال قطع العظام.. وكذلك تصحيح محاذاته، وهذا النوع من الجراحة أيضًا يُتبع مع من يقل سنهم عن الأربعين.
استبدال المفصل: في هذه المرحلة يتم الاستعانة بأجزاء اصطناعية بدلًا من المفصل.. في محاولة من الطبيب لتخفيف الألم وكذلك استعادة الحركة.
أعراض التهاب الغضروف
يمكن تلخيص ما قد يشعر به الإنسان المصاب بالتهاب الغضروف في الركبة في عدة أعراض سواء كانت طفيفة أم حادة:
عادة ما يصاحب الالتهاب آلام شديدة في المفصل المصاب.. مما يؤدي لانتفاخه وضعفه، وبالضرورة الحد من قدرته على التحرك، وإن بالغ المريض في الحركة سينتهي به الحال وهو يعاني من زيادة شديدة في الألم.
أما عن الأجزاء المنفصلة من الغضروف فربما تؤدي هي الأخرى إلى التصلب.. وكذلك صعوبة في التحرك، وما يصاحبها من ضعف في المفصل، كما تصدر أصوات أقرب ما تكون لأصوات الطحن.
عادة ما ينتج من التهاب الغضروف في الركبة نوعًا من التورم.. وكذلك عدم مقدرة المريض على ثني الركبة، وفقدانه المرونة، وربما يشعر المريض بسخونة في مفصل الركبة، ويعاني المريض من الألم بمجرد ملامسة المفصل أو الضغط عليه.
اقرأ أيضًا: علاج القيلة المائية دون جراحة للكبار
أسباب التهاب الغضروف في الركبة
هنالك عدة أسباب تتعلق بإصابة الإنسان بالتهاب الغضروف في الركبة.. وما يؤدي إليه من ألم شديد، وتتراوح ما بين الأسباب الوراثية؛ فإن أصيب أحد أفراد العائلة أو أحد الأقارب من الدرجة الأولى بالتهاب الركبة قد يزيد ذلك من احتمالية الإصابة.
كذلك التشوهات الخلقية على سبيل المثال تشوه الركبة أو الساق.. وأيضا ما يعرف بـ “التقوس الركبي الداخلي”، والإصابة كذلك مرتبطة بعمر الإنسان، فكلما زاد عمر الإنسان قلت قدرة العظام على التحمل.
إذا نظرنا إلى النوع نجد أن النساء -فيما فوق الخمسين- يكونن أكثر تعرضًا للإصابة من الرجال في نفس العمر.
تلعب السمنة دورًا كبيرًا في الإصابة بالالتهاب.. حيث تضغط زيادة الوزن على المفاصل؛ مسببة ضعف في العضلات حول مفصل الركبة، كما تتحمل الركبة وزن يفوق قدرتها على التحمل.
تزداد احتمالية إصابة الإنسان بالتهاب الغضروف إذا كان له تاريخ مرضي في إصابات الركبة.. حيث تتضاءل قوة الركبة برغم العلاج وإصلاح الجسم لنفسه بعد الإصابة، وربما لم تُعالج الركبة بشكل جيد مما يؤدي لتجدد الإصابة.
تشخيص التهاب الغضروف في الركبة
إن التشخيص المبكر لمرض التهاب الغضروف في الركبة.. يمثل قدر كبير من الأهمية؛ كي يتم معالجة المرض قبل تفاقمه، واشتداد وطأته، وازدياد شدة الألم، ومن ثم إعادة المفصل إلى طبيعته.
يتم التشخيص من خلال إجراء فحص شامل للجسم.. وكذلك الركبة المصابة، والاطلاع على التاريخ المرضي للمصاب، ومعرفة إن كان يعاني من أمراض أخرى، ومقدار ما يشعر به من ألم.
كذلك يُعتمد في التشخيص على صور الأشعة، والفحوصات.. وفحص الدم، كما يتم عمل اختبارات كالتصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية حتى يتم التعرف على هيكل الركبتين.
اقرأ أيضًا: علاج لحمية الأنف بزيت الزيتون
مضاعفات التهاب غضروف الركبة
يجب على المريض أن يكون حريصًا على العلاج والرجوع إلى الطبيب.. فربما تحدث مضاعفات إذا أهمل المريض العلاج أو أنه تعرض لعلاج غير صحيح، وتشمل تلك المضاعفات أنه يصاحب المريض ألم مزمن لفترات طويلة، وعدم قدرة المريض على ممارسة الأنشطة اليومية الأعمال المنزلية والوظائف.
بالإضافة إلى حدوث تشوهات في المفاصل، يفقد المرء توازنه مما يعرضه للسقوط بصفة مستمرة.. ويعاني المريض من ضعف شديد في العضلات، وكذلك الأرق.
اقرأ أيضًا: علاج غضروف الرقبة بالليزر
بذلك نكون قد أوضحنا لكم علاج التهاب الغضروف في الركبة.. والذي اتضح لنا أن العلاج الداعم والعلاج الطبيعي هما أفضل الطرق التي يمكن على المريض اتباعهما.. كما تطرقنا لعرض أسباب الإصابة بذلك الالتهاب.
تعليقات